بيان من الحراك المدني في سراقب وريفها إلى الضامن التركي
لقد كنتم الضامن لطرف الثورة في اتفاقات آستانا وسوتشي، وأنتم ترون المجازر التي ترتكبها ميليشيات الأسد بقصفها للقرى الآمنة في أرياف إدلب بقنابل الطائرات، وراجمات الصواريخ والقنابل العنقودية المحرمة دوليا على مرآى ومسمع العالم أجمع، في خرق واضح للاتفاقيات ولأبسط حقوق الانسان ، فأشلاء المدنيين من نساء وأطفال قد تناثرت من خان شيخون جنوباً وحتى سراقب شمالاً، وصرخات المظلومين لم تلقَ سمعا من أحد حتى اللحظة.
إننا نتوجه إلى الراعي والضامن التركي، الذي كان طرف أساسي في عملية وقف إطلاق النار، ونتساءل:
ماذا بعد؟ وإلى أين يسير مصير المنطقة وأهلها؟
مع بدء اتفاق وقف إطلاق النار، تم نشر نقاط عسكرية تركية، واستمر القصف بوجودها، ومن ثم تمّ تسيير دوريات عسكرية تركية، واستمر القصف أيضاً، بينما الخطاب السياسي التركي يتجاهل القصف وسقوط المدنيين، ويؤكد أنه مسؤول عن ضمان الاتفاق ليبقي هذا في نطاق الأقوال لا الأفعال، والمحتل الروسي شريك في القصف، فإنه يحق لنا أن نسأل الضامن التركي للاتفاق ما الذي يفعله اليوم، وماذا هو فاعل في المستقبل القريب لوقف القصف وحماية آلاف المدنيين من مختلف أنحاء سوريا والمقيمين في إدلب؟ فقد بات علينا أن نعرف ما هو المستقبل المنظور لهؤلاء، ولجميع سكان المحافظة والذي نراه مجهولاً، مما يمنعنا من اتخاذ أية إجراءات ضرورية لحماية المدنيين، وإننا من هنا من أرض الثورة ومن بين أشجار الزيتون، ومن تحت لهيب القصف، لم ولن نتراجع عن المطالبة بحرية المعتقلين من نساء وأطفال وشيوخ .
وختاماً، لا بدّ أن نوضح أننا مجموعة من المدنيين لا ننتمي لأي تيار سياسي، ولا فصيل عسكري، نطمح إلى الحفاظ على أرواح المدنيين وأرزاقهم، ونعمل على تحقيق مطالب وطموحات جميع السوريين في الحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم على امتداد الأراضي السورية وليس فقط في محافظة إدلب، ومع اقتراب ذكرى انطلاق الثورة السورية العظيمة، فإننا نتوجه للسوريين في الداخل والخارج لجعل ذلك اليوم مناسبة للتوحد خلف أهداف الثورة، والعمل على تحقيقها، والمطالبة معنا بحماية المدنيين في محافظة إدلب وتطبيق الاتفاقيات الدولية المرتبطة بقضيتنا المحقة، ووقف المتاجرة بها، والتوقف عن جعلها رهينة مصالح دولية وإقليمية على حساب دمائنا.
سراقب 12/3/2019