سلام زيدان | أَحبَها وأوفى بحبهِ لكن إجرام الأسد سرق حلمهُ وقتل عائلتهُ

أعذروني أنا لا أكتب لأزيد مافي قلوبكم من حزن وآلام خلفتها الحرب وغيرها لأني أعرف أنكم مثقلون بالأوجاع، إنما أكتب هذه القصة الواقعية لتسليط الضوء على قصة الشاب الحي الميت لنكون عونا وسببا في مساعدته لإكمال حياته وسط غربة روح وجسد كتبها القدر عليه

أتساءل في نفسي: أيبقى بعض الناس في الدنيا كورقة مهملة لايلتفت اليهم أحد إلى أن يموتون، فإذا مات أحدهم فاضت الحناجر وقنوات التواصل بالود المتأخر والاعتذار وإلقاء اللوم والعتب على أنفسنا وعلى مجتمعنا وتقصيرنا.

حقاً نحن مجتهدون بتقديم خدمات مابعد الموت !!

أسأل نفسي مرارا أكان لزاماً أن يحتاج الناس للموت ليخرج الناس من حولهم من مشكلة الخرس والعمى الانساني عن هؤلاء الأحياء المهملون #قصة نزار

نزار ابن مدينة اللاذقية ابن بحرها وشاطئها، دفع ثمن حب وعهد قطعه على نفسه عائلةٍ بأكملها، أمه وأباه وأخته الوحيدة، ساقهم القدر من البحر إلى جحيم الشمال.
في عام 2012 دخل نزار كلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة تشرين، التقى نزار بفتاة من مدينة ادلب بنفس الفرع الذي يدرسه، قدم لها المساعدة مرارا بشهامة ابن البلد وبعد سنة أحب نزار الفتاة وقرر ان يطلبها من اهلها لتكون زوجة له، أخبر والديه بذلك، إلا أن القبول لم يكن ضمن أي خيار فالحرب مشتعلة في ادلب ولا أحد يجرؤ على السفر اليها أو سكنها – كما يعتقد أهله- حاول مرارا إقناعهم لكن دون جدوى، أكد عمه رفضه القاطع للأمر والتهديد بمقاطعتهم إن وافق الأهل مايطلب ابنهم، بحكم عمل عمه الذي يحمل رتبة ضابط عسكري في نظام الأسد لكن حب نزار ووعده لحبيبته كان أعلى وأسما من جميع الرتب والأوسمة.

أقنع والديه بالأمر بعد تهديده لهم بأنه سيسافر ويطلب الفتاة بمفرده ان لم يقبلوا السفر معه، وبسبب حب عائلته له كونه الابن الوحيد وفلذة كبد امه وأباه كان ما أراد .

سافرت العائلة إلى مدينة ادلب ووصلوا ذات مساء سوداوي استأجر الأب منزلا وأقاموا به، وما أن حل المساء واتخذ كل مكانه ليرتاح من عناء السفر الطويل واذا بصوت طائرة حربية تحوم في الأرجاء وتلقي بجحيم حممها فوق رؤوسهم، بضع أيام ويستفيق نزار واذ به في العناية المركزة بالمشافي التركية، ينطق اول كلمة باسم والده ووالدته وأخته يسأل عنهم ليكون خبر وفاتهم سببا له في جلطة تفقده الوعي لعدة أيام، تبعها عشرات العمليات الجراحية والأسياخ الحديدية التي مزقت قلبه قبل جسده .

شعور الذنب بقتل عائلته أفقده القدرة على التفكير او الشعور بكل ماحوله ،تكلم مع الله مرارا جهرا وسرا بأن يأخذ روحه ويعيد عائلته لكن القدر وقع ولا نفع للرجاء ..
نزار منذ اصابته في عام2014 حتى هذه اللحظة يزور مشافي عدة بمفرده، عفة نزار وكبريائه لم تسمح له بطلب المساعدة من أحد ولازال، الا أن حالة نزار الصحية وما وصلت به الحال من عدم وجود مكان للسكن وعدم القدرة على العمل في ظروف صحية صعبه جعلتني أشارككم قصته وأحمّل نفسي وجميع من يعلم قصته مسؤلية عدم مساعدته بتأمين عمل مناسب يقتات منه أو سكن يناسب وضعه الصحي وحالته النفسية
هو الآن يسكن في دكان صغير، في مدينة عفرين لايملك سوى اسفنجة ينام ويجلس عليها وغاز سفري وبضع أوانٍ بسيطة لا تكفي لأن تكون من أدنى المقومات،
يتكئ على ماتبقى من جسده الهزيل بعكازين وساقين لايقويا على حمله يعاني مشقة الذهاب الى المشفى عند كل زيارة لمتابعة حالته

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى